أَوانِيَ هَمٌّ فَأَلقى أَواني
وَقَد مَرَّ في الشَرخِ وَالعُنفُوانِ
وَضَعتُ بُوانيَّ في ذِلَّةٍ
وَأَلقَيتُ لِلحادِثاتِ البَواني
ثَوانِيَ ضَيفٌ فَلَم أَقرِهِ
أَوائِلَ مِن عَزمَتي أَو ثَواني
فَيا هِندُ وانٍ عَنِ المَكرُما
تِ مَن لا يُساوِرُ بِالهُندُواني
زَوانِيَ خَوفُ المَقامِ الذَمي
مِ عَن أَن أَكونَ خَليلَ الزَواني
رَوانِيَ صَبري فَأَضحَت إِلَيَّ
عُيونٌ عَلى غَفَلاتٍ رَواني
عَواني قَضاءٌ دُوينَ المُرادِ
وَما بِكرُ شَأنِكَ مِثلُ العَوانِ
وَهَل جَعَلَ الشائِماتِ الوَميضَ
تَوانِيَ غَيرُ اِتِّصالِ التَواني
فَما لِرِكابِكَ هَذي الوُقوفِ
عَدا حادِيَيها الَّذي يَرجُوانِ
حَوانِيَ لِلوِردِ أَعناقَها
وَما عَلِمتُ أَيَّ وَقتٍ حَواني
وَلَم يَلقَ في دَهرِهِ أَجرَبِيٌّ
هَوانِيَ فَليَنأَ عَنّي هَواني
وَعِندِيَ سِرٌّ بَذِيُّ الحَديثِ
كُنتُ عَنهُ في العالَمينَ الغَواني
إِذا رَملَةٌ لَم تَجِئ بِالنَباتِ
فَقَد جَهِلَت إِن سَقَتها السَواني
جَرَيتُ مَعَ الدَهرِ جَريَ المُطيعِ
بَينَ اللَياحِيِّ وَالأُرجُواني
كَأَنِّيَ في العَيشِ لَدنُ الغُصو
نِ مَن شاءَ قَوَّمَني أَو لَواني
وَلا لَونَ لِلماءِ فيما يُقالُ
وَلَكِن تَلَوُّنُهُ بِالأَواني
وَفي كُلِّ شَرٍّ دَعَتهُ الخُطوبُ
شَواسِعُ مَنفَعَةٍ أَو دَواني
وَأَجزاءُ تِرياقِهِم لا تَتِمُّ
إِلّا بِجُزءٍ مِنَ الأُفعُوانِ
فَلا تَمدَحاني يَمينَ الثَناءِ
فَأَحسَنُ مِن ذاكَ أَن تَهجُواني
وَإِنِّيَ مِن فِكرَتي وَالقَضا
ءِ ما بَينَ بَحرَينِ لا يَسجُوانِ
وَإِنَّ النَهارَ وَإِنَّ الظَلامَ
عَلى كُلِّ ذي غَفلَةٍ يَدجُوانِ
وَكَيفَ النَجاءُ وَلِلفَرقَدَينِ
فَضلٌ وَآلَيتُ لا يَنجُوانِ
فَلَم تَطلُبا شيمَتي ناشِئَينِ
وَعَمّا لَطَفتُ لَهُ تَحفُوانِ
فَإِن تَقفوا أَثَري تُحمَدا
وَإِن تَعرِفا النَهجَ لا تَقفُوانِ
وَقَد أَمَرَ الحِلمُ أَن تَفصَحا
وَنادى بِلُطفٍ أَلا تَعفُوانِ
فَلَن تَقذَيا بِاِغتِفارِ الذُنوبِ
وَلَكِن بِغُفرانِها تَصفُوانِ
وَلَولا القَذى طِرتُما في الهَواءِ
وَفي اللُجِّ أُلفَيتُما تَطفُوانِ
فَكونا مَعَ الناسِ كَالبارِقينِ
تَعُمّانِ بِالنورِ أَو تَخفُوانِ
فَلَم تُخلَقا مَلَكي قُدرَةٍ
إِذا ما هَفا الإِنسُ لا تَهفُوانِ
أَلَم تَرَنا عُصُرَي دَهرِنا
يَأودانِ بِالثِقلِ أَو يَأدُوانِ
وَما فَتِئَ الفَتَيانِ الحَياةَ
يَروحانِ بِالشَرِّ أَو يَغدُوانِ
عَدُوّانِ ما شَعَرا بِالحِمامِ
فَكَيفَ تَظَنُّهُما يَعدُوانِ
أَلا تَسمَعُ الآنَ صَوتَيهِما
بِكُلِّ اِمرِئٍ فيهِما يَحدُوانِ
وَما كَشَفَ البَحثُ سِرَّيهُما
وَما خِلتُ أَنَّهُما يَبدُوانِ
وَكَم سَرَوا عالَماً أَوَّلاً
وَما سَرُوا فَمَتى يَسرُوانِ
وَبَينَهُما أَهلَكَ الغابِرينَ
ما يَقرِيانِ وَما يَقرُوانِ
إِذا ما خَلا شَبَحي مِنهُما
فَما يُقفِرانِ وَلا يَخلُوانِ
قَلَينا البَقاءَ وَلَم يَبرَحا
بِنا في مَراحِلِهِ يَقلُوانِ
وَكَم أَجلَيا عَن رِجالٍ مَضَوا
وَأَخبارُ ما كانَ لا يَجلُوانِ
كَما خُلقا غَبَرا في العُصو
رِ لا يَرخُصانِ وَلا يَغلُوانِ
تَمُرُّ وَتَحلو لَنا الحادِثاتُ
وَما يَمقَرانِ وَلا يَحلُوانِ
إِذا تَلَوا عِظَةً فَالأَنا
مُ لا يَأذَنونَ لِما يَتلُوانِ
مُغِذّانِ بِالناسِ لا يَلغُبانِ
وَسَيفانِ لِلَّهِ لا يَنبُوانِ
وَلَو خُلِقا مِثلَ خَلقِ الجِيادِ
رَأَيتَهُما في المَدى يَكبُوانِ
لَعَلَّكُما إِن تَهُبَّ الصَبا
إِلى بَلَدٍ نازِحٍ تَصبُوانِ
فَلا رَيبَ أَنَّ الَّذي تُحبِيا
نِ أَفضَلُ مِنُ الَّذي تَحبُوانِ
فَعيشا أَبِيَّينِ لِلمُخزِيا
تِ مِثلَ السِماكينِ لا تَأبُوانِ
إِذا شَبَّتِ الشِعرِيانِ الوَقودَ
فَفي الحُكمِ أَنَّهُما تَخبُوانِ
وَكونا كَريمَينِ بَينَ الأَني
سِ لا تَنمُلانِ وَلا تَأثُوانِ
إِذا الخِلُّ أَعرَضَ لَم تُلفَيا
لِسوءِ أَحاديثِهِ تَنثُوانِ
وَإِن لَم تُهيلا إِلى مُعدِمٍ
طَعاماً فَيَكفيهِ ما تَحثُوانِ
وَجَهلٌ مُرادُ كَما في المَقيظِ
عَهداً مِنَ الوَردِ وَالأُقحُوانِ
وَما الحادِيانِ سِوى الجُندَبَي
نِ في حَرِّ هاجِرَةٍ يَنزُوانِ
وَما أَمِنَ البازِيانِ القِصاصَ
وَأَن يُؤخَذا بِالَّذي يَبزُوانِ
فَإِن تُهمِلا كُلَّ ما تَخزُنانِ
فَلَم يَأتِ بِالخَزيِ ما تَخزُوانِ
وَلا توجَدا أَبَداً كاهِنَينِ
تَروعانِ قَوماً بِما تَخزُوانِ
وَنُصّا إِلى اللَهِ مَغزاكُما
فَذَلِكَ أَفضَلُ ما تَغزُوانِ
وَلا تَعزُوا الخَيرَ إِلّا إِلَيهِ
فَيَجني الشِفاءُ بِما تَعزُوانِ
وَإِن عُرِّيَت كاسِياتُ الغُصو
نِ فَلتَكسُ بِالدِفءِ مَن تَكسُوانِ
وَضِنّا بِعُمرِكُما أَن يَضيعَ
وَلا تُفنِيا وَقتَهُ تَلهُوانِ
بِذِكرِ إِلَهِكُما فَأبَها
لَعَلَّكُما بِالتُقى تَبهُوانِ
فَيا رُبَّ طاهي صِلالٍ يَبيتُ
مُتَّخِذاً طَعمَهُ يَطهُوانِ
وَسيرا وَساعَينِ في المَكرُما
تِ لا تَدلُجانِ وَلا تَقطُوانِ
مَطا بِكُما قَدَرٌ لا يَزالُ
جَديداهُ في غَفلَةٍ يَمطُوانِ
فَوَيحٌ لِخاطِئَتَي مارِدٍ
تَنُصّانِ في ما لَهُ تَخطُوانِ
قصيدة أواني هم فألقى أواني لـ أَبو العَلاء المَعَرِي وهو من شعراء العصر العباسي تتكون من 65 بيت شعري .
هو أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان بن [محمد بن سليمان بن أحمد بن سليمان] بن داود بن المطهر بن زياد بن ربيعة بن الحارث بن ربيعة بن أرقم بن أنور بن اسحم بن النعمان، ويقال له الساطع لجماله، ابن عديّ بن عبد غطفان بن عمرو بن بريح بن جذيمة بن تيم الله بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة. وتيم الله مجتمع تنوخ: من أهل معرة النعمان من بلاد الشام، كان غزير الفضل شائع الذكر وافر العلم غاية في الفهم، عالما حاذقا بالنحو، جيد الشعر جزل الكلام، شهرته تغني عن صفته وفضله ينطق بسجيته.
ولد بمعرة النعمان سنة ثلاث وستين وثلاثمائة واعتل بالجدري التي ذهب فيها بصره سنة سبع وستين وثلاثمائة وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة ورحل إلى بغداد سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة أقام ببغداد سنة وسبعة أشهر ثم رجع إلى بلده فأقام ولزم منزله إلى أن مات يوم الجمعة الثاني من شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين وأربعمائة في أيام القائم.
المصدر: معجم الأدباء إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب - ياقوت الحموي
أبو العَلاء المعريّ (363 هـ - 449 هـ) (973 -1057م) هو أحمدُ بن عبَد الله بن سُلَيمان القضاعي التَنوخي المَعِري، شاعر ومفكر ونحوي وأديب من عصر الدولة العباسية، ولد وتوفي في معرة النعمان في محافظة إدلب وإليها يُنسب. لُقب بـرهين المحبسين أي محبس العمى ومحبس البيت وذلك لأنه قد اعتزل الناس بعد عودته من بغداد حتى وفاته.
ولد المعري في معرة النعمان (في سوريا حالياً، ينتمي لعائلة بني سليمان، والتي بدورها تنتمي لقبيلة تنوخ، جده الأعظم كان أول قاضٍ في المدينة، وقد عرف بعض أعضاء عائلة بني سليمان بالشعر، فقد بصره في الرابعة من العمر نتيجة لمرض الجدري. بدأ يقرأ الشّعرَ في سن مبكرة حوالي الحادية عشرة أو الثانية عشرة من عمره في بلدته معرة النعمان، ثم ذهب للدراسة في حلب، وغيرها من المدن الشامية. فدرس علوم اللغة والأدب والحديث والتفسير والفقه والشعر على نفر من أهله، وفيهم القضاة والفقهاء والشعراء، وقرأ النحو في حلب على أصحاب ابن خالويه، ويدل شعره ونثره على أنه كان عالماً بالأديان والمذاهب وفي عقائد الفرق، وكان آية في معرفة التاريخ والأخبار. وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة. أخذ المعري النحو وشعر المتنبي عن محمد بن عبد الله بن سعد النحوي. وهو أحد رواة شعر المتنبي.
كان على جانب عظيم من الذكاء والفهم وحدة الذهن والحفظ وتوقد الخاطر، وسافر في أواخر سنة 398 هـ 1007م إلى بغداد فزار دور كتبها وقابل علماءها. وعاد إلى معرة النعمان سنة 400 هـ 1009م، وشرع في التأليف والتصنيف ملازماً بيته، وكان اسم كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم.
وقد كان عزم على اعتزاله الناسَ وهو في بغداد، خصوصاً بعد أن ورد إليه خبر وفاة والده، وقدد عزز فكرة ذهابه عن بغداد أنه رأى تنافس العلماء والرؤساء على الجاه، وتيقن "أن الدنيا كما هي مفطورة على الشرور والدواهي" وقال ذات مرة "وأنا وحشي الغريزة، أنسي الولادة"
وكتب إلى خاله أبي القاسم قبيل منصرفه من بغداد "ولما فاتني المقام بحيث اخترتُ، أجمعت على انفراد يجعلني كالظبي في الكناس، ويقطع ما بيني وبين الناس إلا من وصلني الله به وصل الذراع باليد، والليلة بالغد" وقال بعد اعتزاله بفترة طويلة "لزمت مسكني منذ سنة أربعمائة، واجتهدت على أن أُتوفى على تسبيح الله وتحميده"
عاش المعري بعد اعتزاله زاهداً في الدنيا، معرضاً عن لذاتها، لا يأكل لحم الحيوان حتى قيل أنه لم يأكل اللحم 45 سنة، ولا ما ينتجه من سمن ولبن أو بيض وعسل، ولا يلبس من الثياب إلا الخشن. حتى توفي عن عمر يناهز 86 عاماً، ودفن في منزله بمعرة النعمان.
وقد جمعت أخباره مما كتبه المؤرخون وأصحاب السير في كتاب بإشراف الدكتور طه حسين بعنوان "تعريف القدماء بأبي العلاء".
المصدر: ويكيبيديا، الموسوعة الحرة - أبو العلاء المعري
يا خالِقَ البَدرِ وَشَمسِ الضُحى مُعَوِّلي في كُلِّ حالٍ عَلَيك وَكُلُّ مَلكٍ لَ ...
إِن كانَ لَم يَتَّرِك قَيسٌ لَهُ وَطَراً إِلّا قَضاهُ فَما قَضَّيتُ مِن وَطَرِ و ...
قَد آذَنَتنا بِأَمرٍ فادِحٍ أُذُنٌ وَإِنَّما قيلَ آذانٌ لِإيذانِ شَمسٌ وَبَدرٌ أ ...
سَئِمتُ الكَونَ في مِصرٍ وَكَفرِ وَمَن لي أَن أُحَلَّ جَنوبَ قَفرِ أُعَلِّل حينَ ...
سَفَكَت دَمَ الدِنانِ وَما تَشَكَّت وَيُشكى مِن دَمِ الأَقوامِ سَفكُ أَعِفَّكَ ع ...
تَزَوَّجَتها وَهِيَ فيما تَظُنُّ شَمسُ الضُحى بِأَواقٍ وَنَشّ يَنوشُ بِها القَلب ...