إني لمن آل حواء الذين هم
لـ


قصيدة إني لمن آل حواء الذين هم

إِنّي لَمِن آلِ حَوّاءَ الَّذينَ هُمُ

ثِقلٌ عَلى الأَرضِ غانيها وَعافيها

جاروا عَلى حَيوانِ البَرِّ ثُمَّ عَدَوا

عَلى البِحارِ فَغالَ الصَيدُ ما فيها

لَم يُقنِعِ الحَيَّ مِنها ما تَقَنَّصَهُ

حَتّى أَجازَ أُناسٌ أَكلَ طافيها

كَم دُرَّةٍ قَصَدوها في مَواطِنِها

لَعَلَّ كَفّاً بِمِقدارٍ تُوافيها

فَاِستَخدَموا اللُجَّةَ الخَضراءَ تَحمِلُهُم

سَفائِنٌ بَينَ أَمواجٍ تُنافيها

وَالطَيرَ جَمعاءَ ضُعفاها وَجارِحَها

حَتّى العُقابَ الَّتي حَدَّت أَشافيها

يُنافِقونَ وَما جَرَّ النِفاقُ لَهُم

خَيراً فَعَثَرَتهُم مُعيٍ تَلافيها

إِنَّ الظَواهِرَ لَم تُشبِه بَواطِنَها

مِثلَ القَوادِمِ خانَتها خَوافيها

دُنياكَ توجَدُ أَيّامُ السُرورِ بِها

مِثلَ القَصيدَةِ لَم تُذكَر قَوافيها

وَما وَفَت لِخَليلٍ في مُعاشِرَةٍ

وَلا طَمِعنا لِخِلٍّ في تَوافيها

أُمٌّ لَنا ما فَتِئنا عائِبينَ لَها

فَاِشتَطَّ لاحٍ لَحاها في تَجافيها

وَمَن يُطيقُ وُرودَ الآجِناتِ بِها

وَقَد تُشَرِّقُ تاراتٍ بِصافيها

وَالنَفسُ هُشَّت إِلى آسٍ يُطَبِّبُها

وَلَم تَهَشَّ إِلى رَبٍّ يُعافيها

حَلَّت بِدارٍ فَظَنَّت أَنَّها وَطَنٌ

لَها وَمالِكُ تِلكَ الدارِ نافيها

آمالُنا في الثُرَيّا مِن تَطاوُلِها

وَحِلمُنا في رِياحِ الطَيشِ هافيها

تُقِلُّ أَجسامُنا الغَبراءُ ثُمَّ إِلى

بِلىً تَصيرُ فَتَسفيها سَوافيها

فَيا بَني آدَمَ الأَغمارَ وَيبَكُمُ

نُفوسُكُم لَم تَمَكَّن مِن تَصافيها

سِرتُم عَلى الماءِ في الحاجاتِ آوِنَةً

أَما قَنِعتُم بِسَيرٍ في فَيافيها

تَخاذَلَ الناسُ فَاِرتاحَت عُداتُهُمُ

إِنَّ المَعاشِرَ يُرديها تَقافيها

وَالنَفسُ لَم يُلفَ عَنها مُغنِياً بَدَنٌ

إِنَّ المَراجِلَ نَصَّتها أَثافيها

يَعرى الكَريمُ فَيَعرى بَعدَ مُذهِبَةٍ

صَفراءَ لا يَهجُرُ الصَحراءَ ضافيها

رَحلٌ عَلى ناقَةٍ عَفراءَ مِن عُمَرٍ

فَقَد سَرَيتَ لِغاياتٍ تُوافيها

وَما عَلافِيُّها إِلّا يُجِدُّ لَها

ذَمّاً عَلى فَيَّ أَو ذَمّاً عَلى فيها

هَذي الحَياةُ إِذا ما الدَهرُ خَرَّقَها

فَما بَنانُ أَخي صُنعٍ بِرافيها

وَالمَوتُ داءُ البَرايا لا يُفارِقُها

وَلا يُؤَمَّلُ أَنَّ اللَهَ شافيها

وَلَيسَ فارِسُها إِلّا كَراجِلِها

وَقَد يُرى مُحتَذيها مِثلَ حافيها

شرح قصيدة إني لمن آل حواء الذين هم لـ أَبو العَلاء المَعَرِي

قصيدة إني لمن آل حواء الذين هم لـ أَبو العَلاء المَعَرِي وهو من شعراء العصر العباسي تتكون من 26 بيت شعري .


تعريف وترجمات أَبو العَلاء المَعَرِي

هو أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان بن [محمد بن سليمان بن أحمد بن سليمان] بن داود بن المطهر بن زياد بن ربيعة بن الحارث بن ربيعة بن أرقم بن أنور بن اسحم بن النعمان، ويقال له الساطع لجماله، ابن عديّ بن عبد غطفان بن عمرو بن بريح بن جذيمة بن تيم الله بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة. وتيم الله مجتمع تنوخ: من أهل معرة النعمان من بلاد الشام، كان غزير الفضل شائع الذكر وافر العلم غاية في الفهم، عالما حاذقا بالنحو، جيد الشعر جزل الكلام، شهرته تغني عن صفته وفضله ينطق بسجيته.

ولد بمعرة النعمان سنة ثلاث وستين وثلاثمائة واعتل بالجدري التي ذهب فيها بصره سنة سبع وستين وثلاثمائة وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة ورحل إلى بغداد سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة أقام ببغداد سنة وسبعة أشهر ثم رجع إلى بلده فأقام ولزم منزله إلى أن مات يوم الجمعة الثاني من شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين وأربعمائة في أيام القائم.


المصدر: معجم الأدباء إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب - ياقوت الحموي


أبو العَلاء المعريّ (363 هـ - 449 هـ) (973 -1057م) هو أحمدُ بن عبَد الله بن سُلَيمان القضاعي التَنوخي المَعِري، شاعر ومفكر ونحوي وأديب من عصر الدولة العباسية، ولد وتوفي في معرة النعمان في محافظة إدلب وإليها يُنسب. لُقب بـرهين المحبسين أي محبس العمى ومحبس البيت وذلك لأنه قد اعتزل الناس بعد عودته من بغداد حتى وفاته.

ولد المعري في معرة النعمان (في سوريا حالياً، ينتمي لعائلة بني سليمان، والتي بدورها تنتمي لقبيلة تنوخ، جده الأعظم كان أول قاضٍ في المدينة، وقد عرف بعض أعضاء عائلة بني سليمان بالشعر، فقد بصره في الرابعة من العمر نتيجة لمرض الجدري. بدأ يقرأ الشّعرَ في سن مبكرة حوالي الحادية عشرة أو الثانية عشرة من عمره في بلدته معرة النعمان، ثم ذهب للدراسة في حلب، وغيرها من المدن الشامية. فدرس علوم اللغة والأدب والحديث والتفسير والفقه والشعر على نفر من أهله، وفيهم القضاة والفقهاء والشعراء، وقرأ النحو في حلب على أصحاب ابن خالويه، ويدل شعره ونثره على أنه كان عالماً بالأديان والمذاهب وفي عقائد الفرق، وكان آية في معرفة التاريخ والأخبار. وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة. أخذ المعري النحو وشعر المتنبي عن محمد بن عبد الله بن سعد النحوي. وهو أحد رواة شعر المتنبي.

كان على جانب عظيم من الذكاء والفهم وحدة الذهن والحفظ وتوقد الخاطر، وسافر في أواخر سنة 398 هـ 1007م إلى بغداد فزار دور كتبها وقابل علماءها. وعاد إلى معرة النعمان سنة 400 هـ 1009م، وشرع في التأليف والتصنيف ملازماً بيته، وكان اسم كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم.

وقد كان عزم على اعتزاله الناسَ وهو في بغداد، خصوصاً بعد أن ورد إليه خبر وفاة والده، وقدد عزز فكرة ذهابه عن بغداد أنه رأى تنافس العلماء والرؤساء على الجاه، وتيقن "أن الدنيا كما هي مفطورة على الشرور والدواهي" وقال ذات مرة "وأنا وحشي الغريزة، أنسي الولادة"

وكتب إلى خاله أبي القاسم قبيل منصرفه من بغداد "ولما فاتني المقام بحيث اخترتُ، أجمعت على انفراد يجعلني كالظبي في الكناس، ويقطع ما بيني وبين الناس إلا من وصلني الله به وصل الذراع باليد، والليلة بالغد" وقال بعد اعتزاله بفترة طويلة "لزمت مسكني منذ سنة أربعمائة، واجتهدت على أن أُتوفى على تسبيح الله وتحميده"

عاش المعري بعد اعتزاله زاهداً في الدنيا، معرضاً عن لذاتها، لا يأكل لحم الحيوان حتى قيل أنه لم يأكل اللحم 45 سنة، ولا ما ينتجه من سمن ولبن أو بيض وعسل، ولا يلبس من الثياب إلا الخشن. حتى توفي عن عمر يناهز 86 عاماً، ودفن في منزله بمعرة النعمان.

وقد جمعت أخباره مما كتبه المؤرخون وأصحاب السير في كتاب بإشراف الدكتور طه حسين بعنوان "تعريف القدماء بأبي العلاء".


المصدر: ويكيبيديا، الموسوعة الحرة - أبو العلاء المعري

مشاركة في شبكات التواصل الإجتماعي:

اقرأ أيضاً لـ أَبو العَلاء المَعَرِي


أكرم بياضك عن خطر يسوده

أَكرِم بَياضَكَ عَن خِطرٍ يُسَوِّدُهُ وَاِزجُر يَمينَكَ عَن شَيبٍ تُنَقّيهِ لَقَ ...

يا رب لا أدعوا لميس كما دعا

يا رَبِّ لا أَدعوا لَميسَ كَما دَعا أَوسٌ وَلا دَعوى زُهَيرٍ حارِ وَالنَفسُ لاجِ ...

نصحتك لا تقدم على فعل سوءة

نَصَحتُكَ لا تُقدِم عَلى فِعلِ سَوءَةٍ وَخَف مِن إِلَهٍ لِلزَمانِ قَديمِ بَنو آد ...

كم صرف المولود عن والد

كَم صَرَفَ المَولودُ عَن والِدٍ خَيراً وَكَم أُمٍّ لَهُ لَم يَمُن الرُبعُ لِلزَو ...

انصح فإن النصح للمرء مث

اِنصَح فَإِنَّ النُصحَ لِلمَرءِ مِث لُ الغَيثِ أَروى بِوابِلٍ وَبَغَش وَراقِبِ ا ...

أعوذ بالله من ألي سفة

أَعوذُ بِاللَهِ مِن أُلي سَفَةٍ أَن يَعرِفوا عِلَّةَ الضَلالِ تُزَح يُسقَونَ راح ...