كفى بشحوب اوجهنا دليلا
لـ


قصيدة كفى بشحوب اوجهنا دليلا

كفى بشحوب اوجهنا دليلا

على إزماعنا عنك الرحيلا

أبت صنفا النواعب من نياقٍ

وطيرٍ أن نقيم وأن نقيلا

تأملنا الزمان فما وجدنا

إلى طيب الحياة به سبيلا

ذر الدنيا إذا لم تحظ منها

وكن فيها كثيراً أو قليلا

وأصبح واحد الرّجلين إما

مليكاً في المعاشر أو أبيلا

ولو جرت النباهة في طريق ال

خمول إليَ لاخترت الخمولا

يُصَرّدُ زاجر الصردان جبناً

ويوصل حبل من وصل الحبولا

وتقتل أم ليلى أم عمرٍو

لمن يغدو سميتها قتيلا

أرى الحيوان مشتبه السجايا

كأن جميعه عدم العقولا

نسيت أبي كما نسيت ركابي

وتلك الخيل أعوج والجديلا

كأن جيادنا في الدار أسرى

سكوتاً لا وجيف ولا صهيلا

حجولُ قيونِها كحجول قينٍ

أجاد من الحديد لها كبولا

فما تدري أخلخالاً مشوفاً

يقل الرسغُ أم قيداً ثقيلا

يفجعنا ابن دأية بابن انسٍ

نفارقه فلا تبعَ الحمولا

وقلده الرّماةُ بأرجوانٍ

وعاد شبابه رحضاً غسيلا

كلفنا بالعراق ونحن شرخ

فلم نلمم به إلا كهولا

وشارفنا فراق أبي عليٍّ

فكان أعز داهيةٍ نزولا

سقاه الله أبلج فارسياً

أبت أنوار سؤدده الأفولا

يعد الثوب زغفاً سابرياً

ويرضى الخل هندياً صقيلا

كأن أراقماً نفثت سماماً

عليه فعاد مبيضاً نحيلا

ومن تعلق به حمة الأفاعي

يعش إن فاته أجل عليلا

كأن فرنده واليوم حمت

أفاض بصفحه سجلاً سجيلا

تردد ماؤه علواً وسفلاً

وهمّ فما تمكّن أن يسيلا

أجاد المالكي به احتفاظاً

فلم يطق السروب ولا الهمولا

إذا ما كالئ الأضغان يوماً

رآه رعى به كلأً وبيلا

يكاد سناه يحرق من فراه

ويغرق من نجا منه كلولا

فذلك شبه عزمك يا ابن حمدٍ

ولكن لا نبو ولا فلولا

لشرّفت القوافيَ والمعاني

بلفظك والأخلة والخليلا

إذا المنهوك فهت به انتصارا

له من غيره فَضَلَ الطويلا

وأنت فكاك دائرتي قريضٍ

وهندسةٍ حللت بها الشكولا

كملت فزد على النعمان ملكاً

مزيدك عن أخي ذبيان قيلا

وقد كافأت عن شعرٍ بشعرٍ

ولكن حاز من بدأ الجميلا

بهرت ويوم عمرك في شروقٍ

فدام ضحًى ولا بلغ الأصيلا

وردنا ماء دجلة خير ماءٍ

وزرنا أشرف الشجر النخيلا

وزُلنا بالغليل وما اشتفينا

وغاية كل شيء أن يزولا

ولو لم ألق غيرك في اغترابي

لكان لقاؤك الحظ الجزيلا

ستحمل ناجيات العيس مني

صديقاً عن ودادك لن يحولا

يؤمل فيك إسعاف الليالي

وينتظر العواقب أن تديلا

شرح قصيدة كفى بشحوب اوجهنا دليلا لـ أَبو العَلاء المَعَرِي

قصيدة كفى بشحوب اوجهنا دليلا لـ أَبو العَلاء المَعَرِي وهو من شعراء العصر العباسي تتكون من 38 بيت شعري .


تعريف وترجمات أَبو العَلاء المَعَرِي

هو أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان بن [محمد بن سليمان بن أحمد بن سليمان] بن داود بن المطهر بن زياد بن ربيعة بن الحارث بن ربيعة بن أرقم بن أنور بن اسحم بن النعمان، ويقال له الساطع لجماله، ابن عديّ بن عبد غطفان بن عمرو بن بريح بن جذيمة بن تيم الله بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة. وتيم الله مجتمع تنوخ: من أهل معرة النعمان من بلاد الشام، كان غزير الفضل شائع الذكر وافر العلم غاية في الفهم، عالما حاذقا بالنحو، جيد الشعر جزل الكلام، شهرته تغني عن صفته وفضله ينطق بسجيته.

ولد بمعرة النعمان سنة ثلاث وستين وثلاثمائة واعتل بالجدري التي ذهب فيها بصره سنة سبع وستين وثلاثمائة وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة ورحل إلى بغداد سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة أقام ببغداد سنة وسبعة أشهر ثم رجع إلى بلده فأقام ولزم منزله إلى أن مات يوم الجمعة الثاني من شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين وأربعمائة في أيام القائم.


المصدر: معجم الأدباء إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب - ياقوت الحموي


أبو العَلاء المعريّ (363 هـ - 449 هـ) (973 -1057م) هو أحمدُ بن عبَد الله بن سُلَيمان القضاعي التَنوخي المَعِري، شاعر ومفكر ونحوي وأديب من عصر الدولة العباسية، ولد وتوفي في معرة النعمان في محافظة إدلب وإليها يُنسب. لُقب بـرهين المحبسين أي محبس العمى ومحبس البيت وذلك لأنه قد اعتزل الناس بعد عودته من بغداد حتى وفاته.

ولد المعري في معرة النعمان (في سوريا حالياً، ينتمي لعائلة بني سليمان، والتي بدورها تنتمي لقبيلة تنوخ، جده الأعظم كان أول قاضٍ في المدينة، وقد عرف بعض أعضاء عائلة بني سليمان بالشعر، فقد بصره في الرابعة من العمر نتيجة لمرض الجدري. بدأ يقرأ الشّعرَ في سن مبكرة حوالي الحادية عشرة أو الثانية عشرة من عمره في بلدته معرة النعمان، ثم ذهب للدراسة في حلب، وغيرها من المدن الشامية. فدرس علوم اللغة والأدب والحديث والتفسير والفقه والشعر على نفر من أهله، وفيهم القضاة والفقهاء والشعراء، وقرأ النحو في حلب على أصحاب ابن خالويه، ويدل شعره ونثره على أنه كان عالماً بالأديان والمذاهب وفي عقائد الفرق، وكان آية في معرفة التاريخ والأخبار. وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة. أخذ المعري النحو وشعر المتنبي عن محمد بن عبد الله بن سعد النحوي. وهو أحد رواة شعر المتنبي.

كان على جانب عظيم من الذكاء والفهم وحدة الذهن والحفظ وتوقد الخاطر، وسافر في أواخر سنة 398 هـ 1007م إلى بغداد فزار دور كتبها وقابل علماءها. وعاد إلى معرة النعمان سنة 400 هـ 1009م، وشرع في التأليف والتصنيف ملازماً بيته، وكان اسم كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم.

وقد كان عزم على اعتزاله الناسَ وهو في بغداد، خصوصاً بعد أن ورد إليه خبر وفاة والده، وقدد عزز فكرة ذهابه عن بغداد أنه رأى تنافس العلماء والرؤساء على الجاه، وتيقن "أن الدنيا كما هي مفطورة على الشرور والدواهي" وقال ذات مرة "وأنا وحشي الغريزة، أنسي الولادة"

وكتب إلى خاله أبي القاسم قبيل منصرفه من بغداد "ولما فاتني المقام بحيث اخترتُ، أجمعت على انفراد يجعلني كالظبي في الكناس، ويقطع ما بيني وبين الناس إلا من وصلني الله به وصل الذراع باليد، والليلة بالغد" وقال بعد اعتزاله بفترة طويلة "لزمت مسكني منذ سنة أربعمائة، واجتهدت على أن أُتوفى على تسبيح الله وتحميده"

عاش المعري بعد اعتزاله زاهداً في الدنيا، معرضاً عن لذاتها، لا يأكل لحم الحيوان حتى قيل أنه لم يأكل اللحم 45 سنة، ولا ما ينتجه من سمن ولبن أو بيض وعسل، ولا يلبس من الثياب إلا الخشن. حتى توفي عن عمر يناهز 86 عاماً، ودفن في منزله بمعرة النعمان.

وقد جمعت أخباره مما كتبه المؤرخون وأصحاب السير في كتاب بإشراف الدكتور طه حسين بعنوان "تعريف القدماء بأبي العلاء".


المصدر: ويكيبيديا، الموسوعة الحرة - أبو العلاء المعري

مشاركة في شبكات التواصل الإجتماعي:

اقرأ أيضاً لـ أَبو العَلاء المَعَرِي


أفي الإحسان غربا جاء جذبا

أَفي الإِحسانِ غَرباً جاءَ جَذباً وَعِندَ الشَرِّ ماءً في حُدورِ فَإِنَّكَ لا إِ ...

يا صاع لست أريد صاع مكيلة

يا صاعِ لَستُ أُريدُ صاعَ مَكيلَةٍ فَأَضيفَهُ لَكِن أَرَخَّمُ صاعِدا لا تَدنُوَن ...

تصدق على الطير الغوادي بشربة

تَصَدَّق عَلى الطَيرِ الغَوادي بِشُربَةٍ مِنَ الماءِ وَاِعدُدها أَحَقَّ مِنَ الأ ...

أم دفر جزيت شرا فديا

أُمَّ دَفرٍ جُزيتِ شَرّاً فَدَيّا نُكِ يَغدو كَالضَيغَمِ الهَمّاسِ أَقرِضينا في ...

لم يقدر الله تهذيبا لعالمنا

لَم يَقدُرِ اللَهُ تَهذيباً لِعالَمِنا فَلا تَرومَنَّ لِلأَقوامِ تَهذيبا وَلا تُ ...

أرى الخير في عمري حسرة

أَرى الخَيرَ في عُمُري حَسرَةً لِأَنّي عَن فِعلِهِ عاجِزُ إِذا رُمتُهُ مَرَّةً ف ...