لمن جيرة سيموا النوال فلم ينطوا
لـ


قصيدة لمن جيرة سيموا النوال فلم ينطوا

لَمنْ جِيرَةٌ سِيموا النوالَ فَلَمْ يُنْطوا

يُظَلّلُهُمْ ما ظَلّ يُنْبِتُهُ الخَطُّ

رَجَوْتُ لهمْ أنْ يقْرُبوا فتباعدوا

وأنْ لا يَشِطّوا بالمَزارِ فقد شَطّوا

يَمانونَ أحياناً شَآمونَ تارةً

يُعالُونَ عن غَوْرِ العِراقِ لينْحَطّوا

بنازِلَةٍ سَقْطَ العَقيقِ بمِثْلِها

دعا أدمُعَ الكِنْديّ في الدِّمَنِ السِّقْطُ

تَجِلّ عن الرّهْطِ الإمائيِّ غادةٌ

لها مِن عَقيلٍ في ممالِكِها رَهْطُ

وحَرْفٍ كنونٍ تحتَ راءٍ ولم يَكُنْ

بدالٍ يؤمّ الرّسْمَ غَيّرَهُ النّقْطُ

قُرَيْطِيّةُ الأخوالِ ألمَعَ قُرْطُها

فسَرّ الثّرَيّا أنّها أبداً قُرْطُ

إذا مَشَطَتْها قَيْنَةٌ بَعْدَ قَيْنَةٍ

تضَوّعَ مِسْكاً من ذوائبِها المِشطُ

تُقَلّدُ أعناقَ الحَواطِبِ في الدّجى

فَريداً فما في عُنْقِِ ماهِنَةٍ لَطّ

وَيُرْفَعُ إعْصَارٌ من الطّيبِ لا يُرَى

عليه انتِصارٌ كلّما سُحِبَ المِرْط

غَدَتْ تحتَ راحٍ يجْذِبُ السِّترَ مثلما

تَنَسّمَ راحٌ بالمدير لها تسْطو

وقد ثَمِلَ الحادي بها من نسيمِها

كأنْ غالَهُ من كرْمِ بابِلَ إسْفِنْطُ

رأتْ كَوْثَرَيْ رِسْلٍ وخَمْرٍ بجَنّةٍ

شآمِيّةٍ ما أُكْلُ ساكِنِها خَمْط

يُصَبّحُها سَيْلا حَليبٍ وقَهْوَةٍ

على أنها تُعْطى الصَّبوحَ فما تَعْطو

كتابِعِ أُمٍّ تَبْتَغي تَبَعاً له

وما ضَاعَها نَجْلٌ سواه ولا سِبْط

إذا شَرِبَ الأُرْفِيَّ مالَ به الكَرى

إلى سِدْرَةٍ أفْنانُها فَوْقَهُ تَغْطو

أجارَتَنَا أنْ صابَ دارَةَ قوْمِنا

رَبِيعٌ فأضْحى من مَنازِلنا السَّنْط

إذا حَمَلَتْكِ العيسُ أوْدى بأيدِها

جَلالُكِ حتى ما تكادُ به تَخْطو

خَدَتْ بسِواكِ الناقلاتُكِ في الضّحى

بِمَشْيٍ سِواكٍ لا تُجِدّ ولا تَمْطو

إذا ما عَصَتْ حُكْمَ العَصَا فأعادَها

لها ضارِبٌ كانتْ إجابَتها النَّحْط

أمِنْ أرَبٍ في حَملِ خِدْرِكِ دائماً

تَثَاقَلُ حتى لا يُلِمّ به حَطّ

خلِيلَي لا يخْفى انحِساري عنِ الصِّبا

فحُلاّ إساري قد أضَرّ بيَ الرّبْط

ولي حاجَةٌ عندَ العِراقِ وأهْلِهِ

فإنْ تَقْضِياها فالجزاءُ هوَ الشّرْط

سَلا عُلَماءَ الجانِبَينِ وفِتْيَةً

أبَنّوهُما حتى مَفارِقُهمْ شُمْطُ

أعندَ هُمُ علْمُ السّلُوّ لِسائلٍ

به الرّكْبَ لم يَعْرِفْ أماكنَه قَطّ

وما أرَبي إلاّ مُعَرّسُ مَعْشَرٍ

همُ الناسُ لا سُوقُ العروسِ ولا الشطّ

وما سارَ بي إلاّ الذي غَرّ آدَماً

وحَوّاءَ حتى أدرَكَ الشّرَفَ الهَبْطُ

أخازِنَ دارِ العِلْم كمْ مِن تَنُوفةٍ

أتَتْ دونَنا فيها العَوازِفُ واللّغْط

ومَحْواةِ أرْضٍ صَدّ محْوَةَ بُعدُها

وَحِيُّ المنايا مِن أساوِدِها نَشْطُ

إذا جَمَحَتْ خَيْلُ الكَلامِ فإنما

لَدَيْكَ يُعانى من أعِنّتِها الضَّبْطُ

وما أذهلَتْني عن وِدادِكَ رَوْعَةٌ

وكيف وفي أمثالِه يجِبُ الغَبْطُ

ولا فِتْنَةٌ طائِيّةٌ عامِرِيّةٌ

يُحَرَّقُ في نيرانِها الجَعدُ والسَّبْطُ

وقد طَرَحتْ حوْلَ الفراتِ جِرانَها

إلى نِيلِ مصْرٍ فالوَساعُ بها تَقْطُو

فوارسُ طَعّانونَ ما زالَ للقَنا

مع الشيبِ يوْماً في عوارِضِهِمْ وَخْطُ

وكلُّ جَوادٍ شَفَّهُ الركْضُ فيهِمُ

وَجٍ يتَمنّى أنّ فارسَه سِقْطُ

ونَبّالَةٍ مِن بُحْتُرٍ لو تَعَمّدوا

بِلَيْلٍ أناسِيَّ النواظِرِ لم يُخْطوا

ألا ليْتَ شِعْري هل أَدينُ ركائباً

أمُطّ بها حتى يُطَلّحَها المَط

وهل يُنْشِطَنّي من عقالي إلَيْكُمُ

رِضى زَمَني أمْ كلُّ شِيمتِهِ سُخْطُ

إذا أنا عالَيْتُ القُتودَ لِرِحْلَةٍ

فدونَ عُلَيّانَ القَتَادَةُ والخَرْطُ

وإنْ خَلَطَتْني بالتّرابِ مَنِيّةٌ

فبَعْضُ تُرابي من مَوَدّتكُم خِلْطُ

فيا لَيْتَني طارَتْ بِكُوري إذا دنَا

بُكوري قَطاةٌ بالصَّراةِ لها وَقْطُ

لأقْضيَ هَمَّ النفسِ قبْلَ مَجَلَّةٍ

كأنّ عِظامي البالِياتِ بها خَطّ

إِخالُ فُؤادي ذاتَ وَكْرٍ هَوَى بها

من الطيرِ أقْنى الأنفِ مِخْلَبُهُ سَلطُ

تحُثّ جَناحاً مِن حِذارِ مُغاوِرٍ

صَباحاً فقَبْضٌ يجْمَعُ الرّيشَ أو بَسْطُ

تَذَكَّرُ إنْ خافَتْ من الموْتِ أفْرُخاً

بِيَهْماءَ لم يُمْكِنْ أصاغرَها اللقْط

تَجاوَبُ فيها الزُّغْبُ من كلّ وِجْهَةٍ

سُحَيْراً كما صاحَ النَّبيطُ أو القِبْطُ

تُبادِرُ أوْلاداً وتَرْهَبُ مارِداً

يَهُونُ عليها عندَ أفعالِهِ السَّحْطُ

وعَنْ آلِ حَكّارٍ جَرى سَمَرُ العُلى

بأكمَلِ معنىً لا انتِقاصٌ ولا غَمْطُ

فإنْ يُنْسِهِمْ أمْرَ السفينةِ فَضْلُهُمْ

فليس بمُنْسِيَّ الفِراقُ ولا الشحْطُ

أولئكَ إن يَقْعُدْ بكَ الجاهُ يَنْهَضُوا

بجاهٍ وإنْ يُبْخَلْ بنائلَةٍ يُعْطوا

يَروقونَ ألْفاظاً وإنْ لم يُفَكّروا

وكَتْباً وإن لم يُصْلِحِ القلَمَ القطّ

وما قَسَطوا إلاّ على المالِ وَحْدَهُ

وذلكَ مِنهمْ في مكارِمِهِمْ قِسطُ

نعَم حبّذا بُؤسَى أزارَتْ بلادَهُمْ

ولا حَبّذا نُعْمى بدارِهِمِ تَنْطوا

شكَرْتُهُمُ شُكْرَ الوَليدِ بفارِسٍ

رِجالاً بحِمْصَ كان جَدَّهمُ السِّمط

ولا خَيرَ في مَن ليس يَبْسُطُ شُكرَهُ

على القُلّ إنّ الخَيْرَ ناقَتُهُ بِسطُ

شرح قصيدة لمن جيرة سيموا النوال فلم ينطوا لـ أَبو العَلاء المَعَرِي

قصيدة لمن جيرة سيموا النوال فلم ينطوا لـ أَبو العَلاء المَعَرِي وهو من شعراء العصر العباسي تتكون من 55 بيت شعري .


تعريف وترجمات أَبو العَلاء المَعَرِي

هو أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان بن [محمد بن سليمان بن أحمد بن سليمان] بن داود بن المطهر بن زياد بن ربيعة بن الحارث بن ربيعة بن أرقم بن أنور بن اسحم بن النعمان، ويقال له الساطع لجماله، ابن عديّ بن عبد غطفان بن عمرو بن بريح بن جذيمة بن تيم الله بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة. وتيم الله مجتمع تنوخ: من أهل معرة النعمان من بلاد الشام، كان غزير الفضل شائع الذكر وافر العلم غاية في الفهم، عالما حاذقا بالنحو، جيد الشعر جزل الكلام، شهرته تغني عن صفته وفضله ينطق بسجيته.

ولد بمعرة النعمان سنة ثلاث وستين وثلاثمائة واعتل بالجدري التي ذهب فيها بصره سنة سبع وستين وثلاثمائة وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة ورحل إلى بغداد سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة أقام ببغداد سنة وسبعة أشهر ثم رجع إلى بلده فأقام ولزم منزله إلى أن مات يوم الجمعة الثاني من شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين وأربعمائة في أيام القائم.


المصدر: معجم الأدباء إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب - ياقوت الحموي


أبو العَلاء المعريّ (363 هـ - 449 هـ) (973 -1057م) هو أحمدُ بن عبَد الله بن سُلَيمان القضاعي التَنوخي المَعِري، شاعر ومفكر ونحوي وأديب من عصر الدولة العباسية، ولد وتوفي في معرة النعمان في محافظة إدلب وإليها يُنسب. لُقب بـرهين المحبسين أي محبس العمى ومحبس البيت وذلك لأنه قد اعتزل الناس بعد عودته من بغداد حتى وفاته.

ولد المعري في معرة النعمان (في سوريا حالياً، ينتمي لعائلة بني سليمان، والتي بدورها تنتمي لقبيلة تنوخ، جده الأعظم كان أول قاضٍ في المدينة، وقد عرف بعض أعضاء عائلة بني سليمان بالشعر، فقد بصره في الرابعة من العمر نتيجة لمرض الجدري. بدأ يقرأ الشّعرَ في سن مبكرة حوالي الحادية عشرة أو الثانية عشرة من عمره في بلدته معرة النعمان، ثم ذهب للدراسة في حلب، وغيرها من المدن الشامية. فدرس علوم اللغة والأدب والحديث والتفسير والفقه والشعر على نفر من أهله، وفيهم القضاة والفقهاء والشعراء، وقرأ النحو في حلب على أصحاب ابن خالويه، ويدل شعره ونثره على أنه كان عالماً بالأديان والمذاهب وفي عقائد الفرق، وكان آية في معرفة التاريخ والأخبار. وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة. أخذ المعري النحو وشعر المتنبي عن محمد بن عبد الله بن سعد النحوي. وهو أحد رواة شعر المتنبي.

كان على جانب عظيم من الذكاء والفهم وحدة الذهن والحفظ وتوقد الخاطر، وسافر في أواخر سنة 398 هـ 1007م إلى بغداد فزار دور كتبها وقابل علماءها. وعاد إلى معرة النعمان سنة 400 هـ 1009م، وشرع في التأليف والتصنيف ملازماً بيته، وكان اسم كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم.

وقد كان عزم على اعتزاله الناسَ وهو في بغداد، خصوصاً بعد أن ورد إليه خبر وفاة والده، وقدد عزز فكرة ذهابه عن بغداد أنه رأى تنافس العلماء والرؤساء على الجاه، وتيقن "أن الدنيا كما هي مفطورة على الشرور والدواهي" وقال ذات مرة "وأنا وحشي الغريزة، أنسي الولادة"

وكتب إلى خاله أبي القاسم قبيل منصرفه من بغداد "ولما فاتني المقام بحيث اخترتُ، أجمعت على انفراد يجعلني كالظبي في الكناس، ويقطع ما بيني وبين الناس إلا من وصلني الله به وصل الذراع باليد، والليلة بالغد" وقال بعد اعتزاله بفترة طويلة "لزمت مسكني منذ سنة أربعمائة، واجتهدت على أن أُتوفى على تسبيح الله وتحميده"

عاش المعري بعد اعتزاله زاهداً في الدنيا، معرضاً عن لذاتها، لا يأكل لحم الحيوان حتى قيل أنه لم يأكل اللحم 45 سنة، ولا ما ينتجه من سمن ولبن أو بيض وعسل، ولا يلبس من الثياب إلا الخشن. حتى توفي عن عمر يناهز 86 عاماً، ودفن في منزله بمعرة النعمان.

وقد جمعت أخباره مما كتبه المؤرخون وأصحاب السير في كتاب بإشراف الدكتور طه حسين بعنوان "تعريف القدماء بأبي العلاء".


المصدر: ويكيبيديا، الموسوعة الحرة - أبو العلاء المعري

مشاركة في شبكات التواصل الإجتماعي:

اقرأ أيضاً لـ أَبو العَلاء المَعَرِي


يحرق نفسه الهندي خوفا

يُحَرِّقُ نَفسَهُ الهِندِيُّ خَوفاً وَيَقصُرُ دونَ ما صَنَعَ الجِهادُ وَما فِعلَ ...

استحي من شمس النهار ومن

اِستَحيِ مِن شَمسِ النَهارِ وَمِن قَمَرِ الدُجى وَنُجومِهِ الزُهرِ يَجرينَ في ال ...

البابلية باب كل بلية

البابِلِيَّةُ بابُ كُلِّ بَلِيَّةٍ فَتَوَقَّيَنَّ هُجومَ ذاكَ البابِ جَرَّت مُلا ...

أصاح هي الدنيا تشابه ميتة

أَصاحِ هِيَ الدُنيا تُشابِهُ ميتَةً وَنَحنُ حَوالَيها الكِلابُ النَوابِحُ فَمَن ...

أف لما نحن فيه من عنت

أُفٍّ لِما نَحنُ فيهِ مِن عَنتٍ فَكُلَّنا في تَحَيُّلٍ وَدَلَس ما النَحوُ وَالشِ ...

يا صالح اجعل وصف شخصك واسمه

يا صالِحَ اِجعَل وَصفَ شَخصِك وَاِسمَهُ مِثلَنِ إِنَّكَ في بِحارِكَ ماهِرُ ما فِ ...