هو الهجر حتى ما يلم خيال
لـ


قصيدة هو الهجر حتى ما يلم خيال

هو الهجر حتى ما يلم خيال

وبعض صدود الزائرين وصال

فتًى تقصر الأبصار عن قسماته

ولا ستر إلا هيبة وجلال

إلى حارمٍ قاد العتاق سواهماً

لها من نشاطٍ بالكماة زمال

فجاش عليها البحر وهو كتائب

وخرت إليها الشهب وهي نصال

فوارس قوَّالون للخيل أقدمي

وليس على غير الرؤوس مجال

لهم أسف يزداد إثر الذي مضى

من الدهر سلماً ليس فيه قتال

بأيديهم السمر العوالي كأنما

يشب على أطرافهن ذبال

ومأكولة الأغماد مرهفة الظبى

براها قراع دائم وصقال

حكت رونق البيض الحسان وفعلها

وليس لها إلا الغمود حجال

وجاد عليها الضرب والركض بعدما

أضر بها مطل وطال سؤال

فسيف له غمد من الدم قانئ

وطرف له مما يثير جلال

وكيف لقاء ابن الحسين مخالف

يحدث عن أفعاله فيهال

بني الغدر هل ألفيتم الحرب مرةً

وهل كف طعن عنكم ونضال

وهل أظلمت سحم الليالي عليكم

وما حان من شمس النهار زوال

وهل طلعت شعث النواصي عوابساً

رعال ترامى خلفهن رعال

لها عدد الرمل المبر على الحصى

ولكنها عند اللقاء جبال

فإن تسلموا من سوْرة الحرب مرةً

وتعصمكم شم الأنوف طوال

ففي كل يومٍ غارة مشمعلة

وفي كل عامٍ غزوة ونزال

خذوا الآن ما يأتيكم بعد هذه

ولا تحسبوا ذا العام فهومثال

ألا رب أعداءٍ غذاهم فأذعنوا

فعاد وهم فيما لديه عيال

وفي الخيل عن ماء المخاضة عفة

وهن إلى ماء النفوس نهال

وقد فل من فرسانهن صوارم

وحطم في لباتهن إلال

يردن دماء الروم وهي غريضة

ويتركن ورد الماء وهو زلال

تجاوزه بالوثب كل طمرةٍ

تمازج في فيها دم ورؤال

تدانت به الأقران حتى تجاثأت

كأن قتال الفيلقين جدال

وقد علم الرومي أنك حتفه

على أن بعض الموقنين يخال

فما كبروا حتى يكونوا فريسةً

ولا بلغوا ان يقصدوا فينالوا

فإن أبا الأشبال يخشاه مثله

ويامن منه آرض ونمال

ولم يصرهن العز منه وإنما

صراهن منه أنهن ضئال

فلا زلت بدراً كاملاً في شيائه

على أنه عند التمام هلال

فما لخميسٍ لم تقده عرامة

ولا لزمانٍ لست فيه جمال

وفي لمن رام المعالي بقية

وعندي إذا عي البليغ مقال

شرح قصيدة هو الهجر حتى ما يلم خيال لـ أَبو العَلاء المَعَرِي

قصيدة هو الهجر حتى ما يلم خيال لـ أَبو العَلاء المَعَرِي وهو من شعراء العصر العباسي تتكون من 32 بيت شعري .


تعريف وترجمات أَبو العَلاء المَعَرِي

هو أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان بن [محمد بن سليمان بن أحمد بن سليمان] بن داود بن المطهر بن زياد بن ربيعة بن الحارث بن ربيعة بن أرقم بن أنور بن اسحم بن النعمان، ويقال له الساطع لجماله، ابن عديّ بن عبد غطفان بن عمرو بن بريح بن جذيمة بن تيم الله بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة. وتيم الله مجتمع تنوخ: من أهل معرة النعمان من بلاد الشام، كان غزير الفضل شائع الذكر وافر العلم غاية في الفهم، عالما حاذقا بالنحو، جيد الشعر جزل الكلام، شهرته تغني عن صفته وفضله ينطق بسجيته.

ولد بمعرة النعمان سنة ثلاث وستين وثلاثمائة واعتل بالجدري التي ذهب فيها بصره سنة سبع وستين وثلاثمائة وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة ورحل إلى بغداد سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة أقام ببغداد سنة وسبعة أشهر ثم رجع إلى بلده فأقام ولزم منزله إلى أن مات يوم الجمعة الثاني من شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين وأربعمائة في أيام القائم.


المصدر: معجم الأدباء إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب - ياقوت الحموي


أبو العَلاء المعريّ (363 هـ - 449 هـ) (973 -1057م) هو أحمدُ بن عبَد الله بن سُلَيمان القضاعي التَنوخي المَعِري، شاعر ومفكر ونحوي وأديب من عصر الدولة العباسية، ولد وتوفي في معرة النعمان في محافظة إدلب وإليها يُنسب. لُقب بـرهين المحبسين أي محبس العمى ومحبس البيت وذلك لأنه قد اعتزل الناس بعد عودته من بغداد حتى وفاته.

ولد المعري في معرة النعمان (في سوريا حالياً، ينتمي لعائلة بني سليمان، والتي بدورها تنتمي لقبيلة تنوخ، جده الأعظم كان أول قاضٍ في المدينة، وقد عرف بعض أعضاء عائلة بني سليمان بالشعر، فقد بصره في الرابعة من العمر نتيجة لمرض الجدري. بدأ يقرأ الشّعرَ في سن مبكرة حوالي الحادية عشرة أو الثانية عشرة من عمره في بلدته معرة النعمان، ثم ذهب للدراسة في حلب، وغيرها من المدن الشامية. فدرس علوم اللغة والأدب والحديث والتفسير والفقه والشعر على نفر من أهله، وفيهم القضاة والفقهاء والشعراء، وقرأ النحو في حلب على أصحاب ابن خالويه، ويدل شعره ونثره على أنه كان عالماً بالأديان والمذاهب وفي عقائد الفرق، وكان آية في معرفة التاريخ والأخبار. وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة. أخذ المعري النحو وشعر المتنبي عن محمد بن عبد الله بن سعد النحوي. وهو أحد رواة شعر المتنبي.

كان على جانب عظيم من الذكاء والفهم وحدة الذهن والحفظ وتوقد الخاطر، وسافر في أواخر سنة 398 هـ 1007م إلى بغداد فزار دور كتبها وقابل علماءها. وعاد إلى معرة النعمان سنة 400 هـ 1009م، وشرع في التأليف والتصنيف ملازماً بيته، وكان اسم كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم.

وقد كان عزم على اعتزاله الناسَ وهو في بغداد، خصوصاً بعد أن ورد إليه خبر وفاة والده، وقدد عزز فكرة ذهابه عن بغداد أنه رأى تنافس العلماء والرؤساء على الجاه، وتيقن "أن الدنيا كما هي مفطورة على الشرور والدواهي" وقال ذات مرة "وأنا وحشي الغريزة، أنسي الولادة"

وكتب إلى خاله أبي القاسم قبيل منصرفه من بغداد "ولما فاتني المقام بحيث اخترتُ، أجمعت على انفراد يجعلني كالظبي في الكناس، ويقطع ما بيني وبين الناس إلا من وصلني الله به وصل الذراع باليد، والليلة بالغد" وقال بعد اعتزاله بفترة طويلة "لزمت مسكني منذ سنة أربعمائة، واجتهدت على أن أُتوفى على تسبيح الله وتحميده"

عاش المعري بعد اعتزاله زاهداً في الدنيا، معرضاً عن لذاتها، لا يأكل لحم الحيوان حتى قيل أنه لم يأكل اللحم 45 سنة، ولا ما ينتجه من سمن ولبن أو بيض وعسل، ولا يلبس من الثياب إلا الخشن. حتى توفي عن عمر يناهز 86 عاماً، ودفن في منزله بمعرة النعمان.

وقد جمعت أخباره مما كتبه المؤرخون وأصحاب السير في كتاب بإشراف الدكتور طه حسين بعنوان "تعريف القدماء بأبي العلاء".


المصدر: ويكيبيديا، الموسوعة الحرة - أبو العلاء المعري

مشاركة في شبكات التواصل الإجتماعي:

اقرأ أيضاً لـ أَبو العَلاء المَعَرِي


ما بين موسى ولا فرعون تفرقة

ما بَينَ موسى وَلا فِرعَونَ تَفرِقَةٌ عِندَ المَنونِ بِإِكبارٍ وَإِصغارِ كَأَنَّ ...

دنياي ويحك ما طرقتك مخ

دُنيايَ وَيحَكِ ما طَرَقتُكِ مُخ تاراً وَلَكِنَّ القَضاءَ حَكَم قَضَّيتُ أَيّامَ ...

خلافك بعض الناس يرجى به المنى

خِلافُكَ بَعضَ الناسِ يُرجى بِهِ المُنى وَفي الدَهرِ أَقوامٌ خِلافُهُمُ حَزمُ فَ ...

أرمى وجدك من رامي بني ثعل

أَرمى وَجَدِّكَ مِن رامي بَني ثُعَلٍ حَتفٌ لَدَيهِ إِزاءُ الحَوضِ وَالعُقُرُ يَغ ...

قد أسرف الإنس في الدعوى بجهلهم

قَد أَسرَفَ الإِنسُ في الدَعوى بِجَهلِهِمُ حَتّى اِدَّعوا أَنَّهُم لِلخَلقِ أَرب ...

ابن خمسين ضمه عقد تسعين

اِبنُ خَمسينَ ضَمَّهُ عِقدُ تِسعينَ يُزجي لَهُ مِنَ المَوتِ حَظّا يَتَشَكّى فَظا ...