بقلم كامل كيلاني
إلى الشباب المفكر الذي أدرك حقيقة الأدب الحي، وعرف قيمته وأثره في إحياء النفوس وإنهاض الشعوب.
•••
إلى الشباب المفكر الذي اطَّلع على الآداب الغربية، فسحرته أنغامها العديدة، وهالَهُ خضمها الزاخر الجياش بشتى إحساسات الحياة وخوالجها ومُثلها الرائعة. وعطف على الآداب العربية، فأحرج صدره ما فيها من الخلط وسوء الاختيار، فعزف عنها مزدريًا ناقمًا — وله بعض العذر — واندفع متهافتًا على الأدب الغربي الذي وجد فيه لكل خالجة وترًا، تشجيه أنغامه وتملأ فراغ نفسه وتحلق بها في أسمى ملكوت تطمح إليه.
•••
إلى هذه الفئة من الشباب، أقدم هذا الكتاب الذي أرى فيه فنًّا من الأدب العالي، أجرؤ فأزعم — لا متحمسًا للغتنا، ولا متعصبًا لآدابنا، ولا مجازفًا في زعمي — أنه لا يقل عن أَجَلِّ أثر أخرجه أكبر رأس غربي مفكر، وهنا نمسك القول حذرًا من الإسراف والشطط …